مملكة حمير
مملكة حمير كانت من أقوى الممالك اللي ظهرت في اليمن القديم، وقدرت توحد جنوب الجزيرة العربية تحت راية واحدة. نشأت حوالي سنة 110 قبل الميلاد، واستمرت قرون طويلة قبل ما تسقط بفعل الغزو الحبشي. مملكة حمير ما كانت مجرد دولة، كانت حضارة كاملة بكل ما تعني الكلمة.
![]() |
مملكة حمير إمبراطورية اليمن القديم وتراثها الخالد |
في هذي المقالة، با نغوص مع بعض في تفاصيل قيام حمير، ملوكها، حروبها، والدين اللي اتبعوه، وحتى كيف انتهت. وبتشوف بنفسك كيف حمير ما زالت محفورة في تاريخ اليمن وثقافته حتى يومنا هذا.
سنتناول أيضاً الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والحضارية للمملكة، بما في ذلك نظامها الزراعي المتطور، وتجارتها الواسعة، وفنونها المعمارية، ولغتها. وأخيراً، سنبحث في عوامل ضعف المملكة ونهايتها، وتأثير الغزوات الخارجية، والإرث الخالد الذي تركته للأجيال اللاحقة. إنها رحلة عبر زمن إحدى أهم وأقوى الإمبراطوريات في تاريخ جنوب الجزيرة العربية.
أين تقع مملكة حمير
مملكة حمير كانت واقعة في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، وتحديدًا في اليمن، ومركزها الأساسي كان في منطقة تُعرف اليوم باسم ظفار يريم اللي تابعة لمحافظة إب.
بعدها مع توسع المملكة، نقلوا العاصمة إلى صنعاء، وصارت مركز للحكم والسياسة في آخر عصور حمير. والمملكة امتدت حدودها من المرتفعات الجنوبية حتى مناطق البحر الأحمر، وكانت متحكمة بالتجارة البحرية والبَرية.يعني باختصار، مملكة حمير كانت قلب اليمن النابض زمان، وكان موقعها الجغرافي سبب كبير في قوتها التجارية والعسكرية.
تاريخ مملكة حمير
تاريخ مملكة حمير يرجع لحوالي سنة 110 قبل الميلاد، لما توحدت قبائل حمير وشكلت مملكة مستقلة في جنوب اليمن. البداية كانت من منطقة اسمها رداع، وبعدين تمددت حتى سيطرت على مملكة سبأ، وصارت هي القوة الجديدة في الساحة.
في وقت لاحق، قدروا ينقلوا العاصمة من ظفار إلى صنعاء، وبدأت مملكة حمير تبني نفسها بقوة من كل النواحي: سياسة، دين، وتجارة. ولفترات طويلة، كانت تسيطر على طرق التجارة بين الهند وأفريقيا وبلاد الشام.
في القرن الخامس الميلادي، دخلت المملكة مرحلة صراع ديني وسياسي، خاصة بعد ما اعتنق بعض ملوكها اليهودية. وآخر الملوك المشهورين كان يوسف ذو نواس، واللي بسبب حملاته على المسيحيين صارت حرب انتهت بتدخل الأحباش ثم الفرس، وبكذا سقطت مملكة حمير سنة 525م تقريبًا.
أشهر ملوك حمير
مملكة حمير انتهت حوالي عام 525 م، وكانت من أقوى الممالك في اليمن قبل الإسلام. امتدت هيمنتها على مناطق واسعة وزادت شهرتها عبر فترات حكم مجيدين أسسوا نفوذ قوي. في الفقرة هذه، بنستعرض أشهر ملوك حمير بأسلوب مرتب عددي وكمان نبين إسهاماتهم الحقيقية المبنية على مصادر تاريخية. قائمة مرقمة بأشهر ملوك حمير:
- ياسر يهنعم المؤسس الأول للمملكة الحميرية وملك سبأ وذي ريدان في حدود (75–80م إلى أواخر القرن الأول). دخل في معارك ضد سبأ ووسع حدود حمير لتشمل جنوب جبل يسلح، ليصير أقوى بعد تدخل قبائل جره للدفاع عن سبأ.
- شمر يهرعش حكم من حوالي 275م إلى 312م. أول من لقب نفسه "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت". الكبير الحقيقي في تاريخ حمير، لأنه جمع اليمن تحت حكم واحد وطرد الأحباش من الجنوب.
- ذمار علي يهبر (الأول والثاني) الأول: ابن ياسر يهنعم. واجه مقاومة من سبأ، وعجز عن المحافظة على المكاسب فكادت الممالك تنقسم بعده. الثاني: جاء حوالي 317–319م وقاد حملات ضد حضرموت لكنه واجه تمرد وخسر بعض السيطرة حكوميًا.
- ثأران يهنعم حكم بعد والده ذمار علي يهبر الثاني من (324م إلى 373م). شهد توسعًا سياسيًا ملموسًا، وبدأ يمتد نفوذ سبأ إلى شمال وشرق الجزيرة لأول مرة، حسب النقوش.
- ملكي كرب يهأمن آخر ملوك عصر سبأ وذي ريدان (373–385م). حكم مع أولاده وأعاد تأسيس الشرعية بالتناوب معه، لكن تفاصيل حكمه غامضة نوعًا ما.
- أبو كرب أسعد ظهرت في حكمه العناوين "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في الطود وتهامة"، يعني أنه وسّع السيطرة ليشمل نجد والحجاز تقريبًا (385–440م).
- شرحبيل يعفر حكم تقريبا من (450–468م). قام بإعادة بناء سد مأرب بعد تسربه، وهذا بان من النقوش المؤرخة في 454–455م، وكان صاحب وجود مؤثر استمر سنوات طويلة .
هؤلاء هم أبرز ملوك حمير اللي حكموا اليمن قبل الإسلام، وكل واحد فيهم ترك بصمة في تاريخ اليمن القديم. بعض حكمهم موثق بنقوش أثرية، وبعضه مذكور في المصادر التراثية. لو تحب تعرف أكثر عن نقوش معينة أو آثار متعلقة بكل ملك، أنا جاهز أبحث لك أو أضبط لك فقرة إضافية بالتفاصيل.
سبب تسمية مملكة حمير بهذا الاسم
الاسم حمير" يرجع لقبيلة قديمة كانت تُسمى قبيلة حمير، وهي واحدة من أعرق وأقوى القبائل اليمنية في التاريخ القديم. الكلمة نفسها لها جذور سبئية، ويُقال إنها تعني "الأحمر" أو شيء مرتبط بالقوة والهيبة، لكن ما فيش تفسير واحد متفق عليه بين المؤرخين.
![]() |
مملكة حمير إمبراطورية اليمن القديم وتراثها الخالد |
النشأة والتأسيس بزوغ قوة جديدة
العصر الذهبي والتوسع الإمبراطوري (توحيد اليمن)
- القضاء على الممالك المنافسة: بعد قرون من الصراع المتقطع، تمكن الحميريون في عهد الملك القوي شمر يهرعش (حكم في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الميلادي) من حسم الصراع لصالحهم. نجح شمر يهرعش في القضاء نهائياً على مملكة سبأ وضم أراضيها، كما تمكن من إخضاع مملكة حضرموت في الشرق.
- لقب "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت": كتعبير عن هذا التوحيد الشامل، اتخذ شمر يهرعش ومن خلفه من ملوك حمير لقباً جديداً وفخماً هو "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت (اليمن)". يشير هذا اللقب بوضوح إلى سيطرة حمير على الأقاليم الرئيسية في اليمن القديم: سبأ في الشمال، وريدان (حمير) في الجنوب، وحضرموت في الشرق، ويمنت (تهامة أو الساحل الغربي).
- الاستقرار والقوة العسكرية: أدى توحيد اليمن تحت حكم مركزي قوي إلى فترة من الاستقرار النسبي والازدهار الاقتصادي. امتلكت حمير جيشاً قوياً ومنظماً مكنها من الدفاع عن حدودها وتوسيع نفوذها. تشير النقوش إلى حملات عسكرية قام بها ملوك حمير وصلت إلى وسط وشمال الجزيرة العربية.
- السيطرة على التجارة: أتاحت السيطرة على كامل أراضي اليمن لمملكة حمير التحكم بشكل شبه كامل في طرق التجارة البرية والبحرية الهامة، وخاصة تجارة اللبان والمر والبخور التي كانت لا تزال مزدهرة، بالإضافة إلى التجارة مع الهند وأفريقيا عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي.
- العاصمة ظفار: بلغت العاصمة ظفار يريم أوج ازدهارها في هذه الفترة، وأصبحت مركزاً سياسياً ودينياً وإدارياً للإمبراطورية الواسعة. تشير الآثار المكتشفة فيها إلى فخامة قصورها ومعابدها ومبانيها العامة.
التحولات الدينية من الوثنية إلى التوحيد
- الديانة الوثنية القديمة: في بداية تاريخها، كانت حمير، مثل بقية ممالك اليمن القديم، تدين بديانة وثنية تعددية. كان الحميريون يعبدون مجموعة من الآلهة، أبرزها الإله "عثتر" (المقابل لكوكب الزهرة)، والإله "ود"، والإله "عم"، بالإضافة إلى تقديسهم لإله الشمس "شمس" وإله القمر. كما كانوا يعبدون آلهة محلية خاصة بكل قبيلة أو منطقة. كانت المعابد منتشرة في مدنهم، وتقام الطقوس وتقدم القرابين لهذه الآلهة.
- ظهور التوحيد واعتناق اليهودية: بدءاً من أواخر القرن الرابع الميلادي، بدأت تظهر أدلة في النقوش الحميرية تشير إلى تحول نحو التوحيد وعبادة إله واحد يُشار إليه بـ "رحمنن" (الرحمن) أو "رب السماء والأرض". يترافق هذا مع تزايد الأدلة على اعتناق الديانة اليهودية من قبل جزء كبير من النخبة الحاكمة الحميرية وربما قطاعات من السكان. يُعتقد أن الملك أبو كرب أسعد (المعروف بـ أسعد الكامل، حكم في أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الميلادي) لعب دوراً رئيسياً في هذا التحول، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى اعتناقه لليهودية. استمرت اليهودية كديانة مؤثرة وربما رسمية للدولة في فترات لاحقة.
- انتشار المسيحية: بالتوازي مع انتشار اليهودية، بدأت المسيحية أيضاً في الانتشار في اليمن، خاصة في بعض المناطق مثل نجران (التي كانت تحت النفوذ الحميري أحياناً) وعبر الموانئ والمراكز التجارية، بتأثير من الإمبراطورية البيزنطية والحبشة (مملكة أكسوم). أصبح للمسيحية أتباع وكنائس في مناطق مختلفة من اليمن.
- الصراع الديني: أدى هذا التنوع الديني، وخاصة التنافس بين اليهودية والمسيحية وارتباطهما بالقوى الخارجية المتنافسة (الفرس الساسانيون والبيزنطيون/الأحباش)، إلى صراعات داخلية حادة في مملكة حمير خلال القرن السادس الميلادي. أبرز هذه الصراعات ما حدث في عهد الملك يوسف أسأر يثأر (ذو نواس)، الذي اعتنق اليهودية وقام، وفقاً للمصادر، باضطهاد مسيحيي نجران (حادثة الأخدود)، مما أدى إلى تدخل مملكة أكسوم الحبشية بغزو اليمن.
الاقتصاد والمجتمع والحضارة الحميرية
- الاقتصاد:
- الزراعة والري: ورث الحميريون وطوروا أنظمة الري المتقدمة التي اشتهر بها اليمن القديم. قاموا ببناء وصيانة السدود (مثل سدود منطقة ذمار وإب)، وشقوا القنوات، وأتقنوا زراعة المدرجات الجبلية للاستفادة القصوى من الأراضي ومياه الأمطار. زرعوا مختلف أنواع الحبوب (الذرة، الشعير، القمح)، والفواكه (العنب، النخيل)، والخضروات، بالإضافة إلى المحاصيل النقدية الهامة مثل اللبان والمر والبخور والبن.
- التجارة: كانت التجارة عصب الاقتصاد الحميري. سيطرت المملكة على الطرق التجارية البرية التي تربط جنوب الجزيرة بشمالها وبالبحر المتوسط، وكذلك على التجارة البحرية عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي، حيث كانت موانئ مثل المخا وقنا مركزاً لتجارة التوابل والمنسوجات والمعادن القادمة من الهند وأفريقيا.
- الحرف والصناعات: اشتهر الحميريون ببعض الحرف والصناعات مثل صناعة الأسلحة والأدوات المعدنية، والمنسوجات، والأواني الفخارية والخزفية، ودباغة الجلود، وصناعة الحلي.
- المجتمع:
- النظام السياسي: كان نظام الحكم ملكياً وراثياً، ويتمتع الملك بسلطات واسعة سياسية ودينية وعسكرية. اعتمد الملوك على طبقة من النبلاء والأقيال (زعماء القبائل والمناطق) في إدارة شؤون الدولة والمقاطعات.
- التركيبة الاجتماعية: كان المجتمع طبقياً إلى حد ما، يتكون من طبقة حاكمة ونبلاء، وطبقة كهنة (في العصر الوثني)، وطبقة عسكريين، وطبقة تجار وحرفيين، وطبقة فلاحين، بالإضافة إلى وجود نظام للعبيد. لعبت القبيلة دوراً هاماً في التنظيم الاجتماعي.
- اللغة والكتابة: تحدث الحميريون لغة خاصة تُعرف باللغة الحميرية، وهي إحدى اللغات السامية الجنوبية القديمة القريبة من السبئية. استخدموا خط المسند اليمني القديم في نقوشهم وكتاباتهم الرسمية.
- الحضارة والعمارة:
- العمارة: برع الحميريون في فن العمارة، وبنوا المدن الحصينة والمعابد والقصور الفخمة والسدود الضخمة. تتميز عمارتهم باستخدام الأحجار المنحوتة بدقة، والزخارف الهندسية والنباتية. تعتبر أطلال العاصمة ظفار يريم، ومدينة بينون، وغيرها من المواقع، شاهداً على تطورهم المعماري. اشتهر قصر غمدان الأسطوري في صنعاء (الذي يُنسب بناؤه أو تجديده إليهم) وقصر ريدان في ظفار.
- الفنون: تظهر النقوش والتماثيل والعملات المعدنية التي عُثر عليها مستوى جيداً من التطور الفني، مع تأثيرات محلية وأجنبية (هلنستية، رومانية).
- العلوم والمعارف: كان لديهم معرفة جيدة بعلم الفلك (لتحديد مواسم الزراعة) والهندسة (لبناء السدود وأنظمة الري) والطب.
فترة الضعف والتدخلات الخارجية
- الصراعات الدينية الداخلية: كما ذكرنا سابقًا، أدى التنافس الحاد بين أتباع الديانتين اليهودية والمسيحية داخل المملكة إلى انقسامات وصراعات مريرة. بلغت هذه الصراعات ذروتها في عهد الملك يوسف أسأر يثأر (ذو نواس) ومجزرة مسيحيي نجران (حوالي 523 م)، والتي أثارت ردود فعل دولية.
- الغزو الحبشي الأول (الأكسومي): رداً على اضطهاد المسيحيين، وبدعم وتشجيع من الإمبراطورية البيزنطية، قامت مملكة أكسوم (الحبشة) بغزو اليمن حوالي عام 525 م. تمكن الأحباش من هزيمة ذو نواس وقتله، واحتلال العاصمة ظفار، وتنصيب ملك حميري مسيحي موالٍ لهم (سميفع أشوع).
- حكم أبرهة الحبشي: لم يدم حكم الملك الموالي طويلاً، حيث استولى القائد الحبشي أبرهة الأشرم على السلطة في اليمن وأعلن نفسه ملكاً، وحكم بشكل شبه مستقل عن أكسوم. حاول أبرهة تعزيز المسيحية في اليمن وقام بحملته الشهيرة نحو مكة التي ذكرت في القرآن الكريم (عام الفيل، حوالي 570 م)، والتي باءت بالفشل. تميز عهده أيضاً بمحاولة إصلاح سد مأرب.
- المقاومة الحميرية والتدخل الفارسي: لم يرضخ النبلاء الحميريون للحكم الحبشي، وسعوا للتخلص منه. استنجد الأمير الحميري سيف بن ذي يزن بالإمبراطورية الفارسية الساسانية المنافسة للبيزنطيين والأحباش. أرسل الفرس حملة عسكرية بقيادة وهرز إلى اليمن حوالي عام 575 م.
- طرد الأحباش وبداية النفوذ الفارسي: تمكنت القوات الفارسية، بمساعدة المقاومة الحميرية بقيادة سيف بن ذي يزن، من هزيمة الأحباش وطردهم من اليمن. تم تنصيب سيف بن ذي يزن ملكاً على اليمن تحت الحماية الفارسية.
نهاية مملكة حمير والإرث الخالد
- الحكم الفارسي الساساني: بعد مقتل سيف بن ذي يزن، أرسل الفرس حاكماً (مرزبان) لحكم اليمن مباشرة، وتحولت اليمن إلى ولاية تابعة للإمبراطورية الساسانية. استمر هذا الحكم الفارسي حتى ظهور الإسلام. يعتبر عهد المرزبان الفارسي باذان هو نهاية الحكم الفارسي في اليمن مع اعتناقه الإسلام.
- دخول اليمن في الإسلام: مع بزوغ فجر الإسلام، دخل اليمنيون، بما في ذلك بقايا النبلاء الحميريين وسكان المناطق التي كانت تحت سيطرة حمير، في الدين الجديد طواعية. أرسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسله إلى اليمن، وأسلم الحاكم الفارسي باذان وولاة المخاليف (المناطق) اليمنية، ودخل اليمن عصراً جديداً كجزء من الدولة الإسلامية الناشئة.
- نهاية الكيان السياسي: بانتهاء الحكم الفارسي ودخول اليمن في الإسلام، انتهت مملكة حمير ككيان سياسي مستقل بعد تاريخ طويل حافل دام أكثر من ستة قرون.
- الإرث الحضاري الخالد: على الرغم من نهايتها السياسية، تركت مملكة حمير إرثاً حضارياً وثقافياً عميقاً لا يزال تأثيره ملموساً حتى اليوم:
- الهوية اليمنية: ساهم توحيد حمير لليمن في تشكيل هوية يمنية جامعة.
- اللغة والنقوش: تعد النقوش الحميرية مصدراً أساسياً لدراسة تاريخ اليمن ولغاته القديمة.
- العمارة والهندسة: لا تزال أطلال مدنهم وقصورهم وسدودهم شاهدة على براعتهم الهندسية والمعمارية.
- الزراعة والري: استمرت تقنيات الري والمدرجات الزراعية التي طوروها لقرون طويلة.
- التاريخ والذاكرة: ظلت ذكرى مملكة حمير وملوكها حاضرة في الذاكرة اليمنية والعربية وفي كتب التاريخ والتراث.
- التأثير الديني: تركت فترة التحول الديني بصماتها على التركيبة الدينية للمنطقة.
منذ نشأتها الأولى وصراعها مع الممالك المجاورة، مروراً بعصرها الذهبي الذي شهد توحيد البلاد في عهد ملوك عظام مثل شمر يهرعش، وصولاً إلى تحولاتها الدينية العميقة نحو التوحيد وما رافقها من صراعات، وانتهاءً بفترة ضعفها وتأثرها بالتدخلات الخارجية التي أدت إلى نهايتها السياسية مع بزوغ فجر الإسلام، قدمت حمير نموذجاً لتطور الدول وصعودها وسقوطها.
إن الإرث الذي خلفته مملكة حمير يتجاوز مجرد الأطلال والنقوش، فهو يمتد ليشمل أسس الهوية اليمنية، وتقنيات الزراعة والري، والذاكرة التاريخية الغنية. تظل دراسة هذه المملكة العريقة وفهم إنجازاتها وتحدياتها أمراً ضرورياً ليس فقط للمؤرخين والآثاريين، بل لكل من يسعى لفهم أعمق لتاريخ وحضارة اليمن والجزيرة العربية وتفاعلاتها مع العالم القديم.