عبدربه منصور هادي: الرئيس الانتقالي الذي قاد اليمن في أحلك المراحل
بين مطرقة الإرث الماضي وسندان الحاضر المتفجر، وجد عبد ربه منصور هادي نفسه في قلب العاصفة اليمنية. كرئيسٍ للبلاد، واجه الرجل تحدياتٍ وجودية تهدد كيان الدولة والمجتمع، وتطلبت منه حنكةً سياسية وقدرةً على المناورة قل نظيرها. من الحوار الوطني إلى التدخل العسكري، ومن محاولات السلام المتعثرة إلى واقع الانقسام المرير، يظل هادي شخصيةً محورية في رسم ملامح مستقبل اليمن.عبد ربه منصور هادي
عبدربه منصور هادي يُعد من أبرز الشخصيات السياسية في اليمن الحديث، حيث تولى رئاسة البلاد في فترة حرجة بعد ثورة 2011 التي أنهت حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ورغم التحديات الكبيرة، لعب هادي دورًا محوريًا في رسم ملامح المرحلة الانتقالية في اليمن. هذا المقال يهدف إلى تقديم تحليلٍ شامل لدور هادي في هذه المرحلة المعقدة، وتقييم إرثه في ضوء التحديات الجسام التي واجهها.
النشأة والبدايات
وُلد عبدربه منصور هادي في 1 سبتمبر 1945 في منطقة الثنية بمحافظة أبين، جنوب اليمن. التحق بالجيش في سن مبكر وتدرج في المناصب العسكرية حتى أصبح نائبًا للرئيس في عهد علي عبدالله صالح عام 1994 بعد حرب الانفصال.
الصعود إلى السلطة بعد الثورة عقب الثورة الشعبية في 2011، تم التوصل إلى المبادرة الخليجية التي نصت على تنحي علي عبدالله صالح، وتكليف نائبه عبدربه هادي بإدارة المرحلة الانتقالية. وفي فبراير 2012، أُجريت انتخابات رئاسية توافقية، فاز فيها هادي كمرشح وحيد.
ما هو أصل عبد ربه منصور هادي؟
عبد ربه منصور هادي، الرئيس اليمني السابق، وُلد في 1 سبتمبر 1945 في قرية ذكين التابعة لمديرية الوضيع بمحافظة أبين، جنوب اليمن. ينتمي إلى قبيلة آل بالليل الفضلية، وهي إحدى قبائل محافظة أبين. نشأ في أسرة فلاحية، وكان والده الشيخ منصور هادي يُعرف بدوره في الإصلاح بين المتنازعين في منطقته.
تلقى هادي تعليمه الأولي في السلطنة الفضلية، ثم التحق بمدرسة "جيش محمية عدن" العسكرية، وتخرج منها عام 1964. لاحقًا، أُرسل إلى بريطانيا للدراسة في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، ثم إلى مصر حيث حصل على درجة الماجستير في سلاح الدبابات من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1970. كما درس في الأكاديمية الروسية للعلوم العسكرية (أكاديمية فرونزا) في الاتحاد السوفيتي السابق، حيث حصل على درجة الماجستير في القيادة العسكرية.
بدأ هادي مسيرته العسكرية في جيش الجنوب العربي، وتدرج في المناصب حتى أصبح نائبًا لرئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة في الجيش الجنوبي. بعد أحداث يناير 1986 في الجنوب، انتقل إلى شمال اليمن، حيث ساهم في تشكيل "ألوية الوحدة اليمنية" التي شاركت في حرب 1994. عُين وزيرًا للدفاع في مايو 1994، ثم نائبًا لرئيس الجمهورية في أكتوبر من نفس العام.
فترة الحكم والتحديات
تزامن حكم عبدربه منصور هادي مع مرحلة بالغة التعقيد من تاريخ اليمن، شملت:
- الحوار الوطني الشامل وإعداد مسودة الدستور الجديد
- تنامي نفوذ الحوثيين وصعودهم المسلح في 2014
- الانقلاب الحوثي في صنعاء وهروب هادي إلى عدن، ثم إلى الرياض
- طلب تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية
رغم كل الصعوبات، بقي هادي ممثلاً للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا حتى إعلان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل 2022.
الانتقادات والجدل
واجه هادي انتقادات من عدة أطراف، سواء بسبب طريقة إدارته للمرحلة الانتقالية، أو الاتهامات بالتبعية للتحالف العربي، أو ضعف الحضور داخل البلاد. ومع ذلك، لا يمكن إنكار دوره كممثل للشرعية في مواجهة الانقلاب.
الأسئلة الشائعة
متى تولى عبدربه منصور هادي رئاسة اليمن؟
في 25 فبراير 2012 بعد فوزه في انتخابات توافقية.
ما هو دوره في المبادرة الخليجية؟
كان أحد ركائز تنفيذها، حيث خلف علي صالح بموجب المبادرة لإدارة المرحلة الانتقالية.
أين يقيم حاليًا؟
أقام لسنوات في الرياض، المملكة العربية السعودية، بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.
خاتمة
يبقى عبدربه منصور هادي من أبرز القادة اليمنيين الذين واجهوا تحديات استثنائية. وقد لعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على شرعية الدولة، رغم الانقسامات والتحديات المستمرة في المشهد اليمني. وبغض النظر عن الاختلاف حول تقييم أدائه، فإن سيرته تظل جزءًا مهمًا من التاريخ السياسي اليمني المعاصر.