أروى بنت أحمد الصليحي أول ملكة في اليمن وحاكمة الدولة الصليحية بحكمة واقتدار

أروى بنت أحمد الصليحي

في طيّات التاريخ اليمني، تلمع أسماء قليلة مثلما يلمع اسم أروى بنت أحمد الصليحي، المرأة التي حطمت القيود وتربعت على عرش اليمن كأول ملكة في تاريخ الإسلام تحكم بشكل رسمي ومطلق. تُعد أروى رمزًا للقوة السياسية والحكمة الفائقة، وقد تركت أثرًا خالدًا في ذاكرة اليمنيين والعرب.
أروى بنت أحمد الصليحي
أروى بنت أحمد الصليحي

في هذا المقال، بنستعرض سيرة أروى بنت أحمد الصليحي من نشأتها، وطرقها إلى الحكم، إلى أعمالها العظيمة، وتأثيرها الديني والسياسي في اليمن والعالم الإسلامي.

نسب أروى بنت أحمد الصليحي واسمها الكامل

الاسم الكامل هو: أروى بنت أحمد بن محمد بن جعفر الصليحي، وتُلقب بـ"السيدة الحرة". تنتمي إلى البيت الصليحي الذي أسّس الدولة الصليحية في اليمن، وهي أسرة إسماعيلية قوية مرتبطة بالخلافة الفاطمية.
كانت أروى من أسرة متميزة، فوالدها أحد كبار رجالات الدولة الصليحية، وتلقت تعليمها على يد كبار العلماء في ذلك الزمان، مما أكسبها فكرًا دينيًا وسياسيًا عميقًا.

نشأتها وتعليمها المبكر

نشأت أروى بنت أحمد الصليحي في بيئة ملكية وعلمية في آنٍ واحد، حيث كانت تُهيأ لحياة القيادة منذ صغرها. درست علوم الدين، الفقه، الأدب، والإدارة، وكانت بارعة في اللغة العربية.
تميّزت بذكاء فطري، وقوة شخصية، وكانت على دراية بالسياسة والدبلوماسية، ما جعلها محط أنظار البلاط الصليحي، خصوصًا بعد مرض أو مقتل بعض الأمراء الذكور.

كيف تولت الحكم؟

تولت أروى بنت أحمد الصليحي الحكم رسميًا بعد وفاة زوجها المكرم أحمد بن علي الصليحي، الذي كان يعاني من مرض شديد أفقده السيطرة. ورغم وجود رجال في العائلة، إلا أن الإجماع وقع على أروى نظرًا لحكمتها وشجاعتها.
  • حكمت اليمن من عاصمتها جبلة، وجعلتها مركزًا للعلم والثقافة والسياسة.
  • استمرت في الحكم أكثر من 50 سنة، وكانت تُخطب باسمها على المنابر، وهو أمر نادر جدًا في ذلك الزمان.
  • أصبحت ممثلة رسمية للخلافة الفاطمية في اليمن، وأُعطيت لقب "الحُرّة الكاملة".
بهذا أصبحت أروى بنت أحمد الصليحي أول امرأة في الإسلام تُمنح هذا القدر من السلطة الدينية والسياسية.

إنجازات أروى بنت أحمد الصليحي

امتازت فترة حكم أروى بنت أحمد الصليحي بالاستقرار والازدهار في مختلف المجالات، حيث عرفت البلاد عصرًا ذهبيًا تحت قيادتها.
  1. أنشأت المساجد والمدارس ونشرت التعليم بين النساء والرجال.
  2. طورت شبكات المياه والري والزراعة.
  3. دعمت العلماء والدعاة والفقهاء، واحتضنتهم في قصرها.
  4. أحسنت إدارة الضرائب والمالية، مما ساعد في استقرار الدولة.
كانت سياستها قائمة على التوازن بين القوة والعدل، ولهذا كسبت محبة الشعب واحترام الحكام المجاورين.

علاقتها بالخلافة الفاطمية في مصر

كانت أروى بنت أحمد الصليحي مرتبطة دينيًا وسياسيًا بالخلافة الفاطمية في القاهرة، لكنها حافظت على استقلالية إدارتها في اليمن.
  • كانت تُخطب باسم الخليفة الفاطمي على المنابر، إلى جانب اسمها.
  • لعبت دورًا مهمًا في نشر الدعوة الإسماعيلية في اليمن.
  • تواصلت مع الخلفاء الفاطميين برسائل سياسية وعقائدية تؤكد ولاءها.
لكن في الواقع، كانت تحكم كقائدة مستقلة، وتُصدر القرارات دون الرجوع للقاهرة، ما يُظهر براعتها السياسية.

وفاتها وأثرها الخالد

توفيت أروى بنت أحمد الصليحي في عام 532 هـ (1138م)، ودُفنت في قصرها في مدينة جبلة. وقد حزن عليها الناس من كل أنحاء اليمن نظرًا لما قدمته من خدمات جليلة للبلاد.
بقيت ذكراها حية، وسيرتها تُروى للأجيال، كأنموذج للمرأة القوية الحكيمة التي جمعت بين الدين والسياسة والحكم العادل.

الأسئلة الشائعة عن أروى بنت أحمد الصليحي

  • من هي أروى بنت أحمد الصليحي؟
    أول امرأة حكمت اليمن رسميًا في التاريخ الإسلامي، وكانت ملكة قوية في الدولة الصليحية.
  • ما أبرز إنجازاتها؟
    نشرت التعليم، طورت البنية التحتية، دعمت العلماء، وحكمت بعدل.
  • ما علاقتها بالخلافة الفاطمية؟
    كانت موالية دينيًا لهم، لكنها حكمت اليمن بشكل مستقل.
  • كم استمر حكمها؟
    أكثر من 50 عامًا، وهي فترة طويلة لم تصلها أي امرأة في ذلك العصر.
  • أين دُفنت؟
    في قصرها بمدينة جبلة اليمنية، ولا يزال ضريحها قائمًا حتى اليوم.

الخاتمة

تمثل أروى بنت أحمد الصليحي علامة فارقة في التاريخ اليمني والعربي، فهي المرأة التي غيرت قواعد اللعبة، وأثبتت أن القيادة لا تقتصر على الرجال.
تركت لنا إرثًا غنيًا من الإنجازات، وشخصية قوية مُلهمة عبر الزمن، لتبقى قدوة للمرأة العربية في كل عصر.
تعليقات



G-C8JZ9TQFZQ